ذكرى المحبوب
الدياكون د. ايليا ابراهيم عازر

08/27/1951 – 01/20/2024

شارك معنا

حمل صور
الشماس د. إيليا عازر
حمل فيديوهات
الشماس د. إيليا عازر
أضف ذكريات مع
الشماس د. إيليا عازر

سيرة وخواطر من حياة
الدياكون د. ايليا ابراهيم عازر

next arrow
Chapter I

وقد غرس والداه المسيحيان المتدينان فيه وفي إخوته، منذ صغرهم، حبًّا عميقًا للإيمان. وكان إبراهيم أستاذًا للغة الإنجليزية، وكان ملتزمًا بشكل خاص بالتعليم والتفاني الديني. وكان ،كل صباح، قبل المدرسة، يوقظ أولاده في الرابعة صباحًا ليصلوا الأجبية معًا، ويرددون : «الصبح الصبح الصبيح ... شق النور المليح ... اتكالي واعتمادي عليك يا سيدي يسوع المسيح !» هذه الطقوس اليومية وضعت حجر الأساس لمحبة إيليا لصلاة الأجبية. وبعد ذلك كان إبراهيم يجلس معهم ويعلمهم، فخورين كثيرًا بإنجازات إيليا الدراسية؛ إذ كان يحتل باستمرار المرتبة الأولى على فصله في المدرسة.

القسم الثاني: تكوين شخصيته: تسليم طريقه إلى الله
سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي (مز ٣٧: ٥)

وعلى مدار الأيام، واجه إيليا العديد من النماذج البشرية التي أثرت بشكل عميق في حياته

الفصل الأول
«وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا.» (تك ٣٩: ٢)
القسم الأول: سلك في طرق الرب
بِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ. (أم ٢٢: ٦)

ولد إيليا إبراهيم عازر في٢٧ أغسطس ١٩٥١ (٢١ مسرى ١٦٦٧)، في سوهاج بصعيد مصر، في عيد العذراء القديسة مريم. وكان الابن الثالث بين سبعة أشقاء. ولد لأبوين محبين: إبراهيم عازر عبد المسيح وعنايات حليم أندراوس. وعاشت عائلة عازر في منزل واسع مكون من سبع غرف نوم مع الجدتين والوالدين وسبعة أولاد، وعدد قليل من مدبرات المنزل اللاتي يقمن معهم في المنزل. و قاموا على سطح منزلهم بتربية أنواع مختلفة من الطيور ، مما وفر لإيليا الصغير هواية بسيطة ولكنها ممتعة حيث قضى أيامه في المشاهدة والاستكشاف مع إخوته.

Chapter I

. إلا أن إيليا رفض هذا العرض السخي وعاد إلى وطنه لإكمال دراسته. وبعد تخرجه أدى الخدة العسكرية. وفور خروجه من الجيش أسس صيدليته الخاصة في النخيلة، و أسماها (الصحة) .
وأثناء هذه الفترة تمت خطبته لسهير لبيب قلدس. وفي وقت لاحق، عاد إلى الجيش لفترة وجيزة لمدة حوالي سنة. وعند عودته، وكان عمره حوالي 27 عامًا في الأول من أغسطس عام 1978، تزوج إيليا سهير.

القسم الثالث: تكوين الأسرة المؤمنة
هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ (مز ١٢٧: ٣).

انتقل إيليا إلى أبو تيج بأسيوط ليؤسس عائلته. وهناك أقام صداقة وثيقة مع الأب المتنيح ثاؤفيلس المحرقي الذي كان يعرفه منذ الطفولة. و على مر السنين، تبادلا خبرات لا تعد ولا تحصى، وشهد إيليا العديد من المعجزات التي تمت على يدي أبونا ثاؤفيلس المباركتين.

وكان الأول بينهم أحد الأقران المعروف بأخلاقيات العمل المتميزة ومشاركته النشطة في الكنيسة. فمنذ صغره، كان إيليا مدفوعا برغبة قوية في تكريس حياته لخدمة الكنيسة. و كان مصممًا على تحقيق التوازن بين حياة الخدمة والعمل الشاق الذي كان ينمو فيه بالفعل.

وبالرغم من أن والده كان يأمل أن يتبع إيليا خطى أخيه الأكبر ويزاول مهنة الطب، إلا أن إيليا كان حازمًا في رغبته في شق طريقه في الحياة. فاقتدى بصيدلي المنطقة، وهو قدوة أخرى له، و وضع نصب عينيه مهنة الصيدلة، عازمًا على رسم مساره الخاص. ثم اتجه إلى الصلاة وتضرع إلى القديسة مريم العذراء للتشفع له سائلة الله أن يتيح له فرصة دراسة الصيدلة. واستجيبت صلواته في الحال.

و خلال السنوات التي قضاها في كلية الصيدلة، زار إيليا لندن لبضعة أشهر بمفرده في أوائل العشرينيات من عمره، وعمل هناك. و نظرًا لإعجاب صاحب العمل بتفانيه وشخصيته المثيرة للإعجاب، عرض عليه أن يتكفل بتعليمه في لندن

Chapter I

وواصلا خططهما وسافرا إلى الدير كما هو مقرر. و أثناء وجودهم هناك روى نيافته قصة القديس بيشوي أمام رفاته. وبعد أن أنهى القصة قال لهما مؤكدًا: «من يطلب أي شيء باسم الأنبا بيشوي ستمنح له، وسأعمد طفلكما هنا في دير الأنبا بيشوي بنعمة الله.»

وفي اليوم التالي، وبينما كانا في القاهرة وقبل موعدهما مع الطبيب، تلقيا النبأ السار بأنهما سيرزقان بطفل. وفي يونيه عام ١٩٨١ قام نيافته بتعميد مينا بكر إيليا وسهير في كنيسة القديس الأنبا بيشوي. وبعد ذلك بعامين، في عام ١٩٨٣، ولد لهما ابنهما الثاني، أندرو.

«وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ، وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنام وحين تَقُومُ.» (تث ٦: ٦-٧)

وباقتدائه بحياة الخدمة الرائعة التى لدى أبونا ثاؤفيلس، تعمق إيمان إيليا. وفي عام ١٩٨٠ تمت رسامة الأنبا أندراوس مطرانًا على المنطقة. وعندما خدما معًا، نشأت رابطة عميقة بينهما، إيذانا ببداية صداقة وثيقة.

وعلى مدى عامين تقريبًا، كان إيليا وسهير يشتاقان إلى إنجاب الأطفال، لكنهما لم يتمكنا من الإنجاب. وكان ايليا في كثير من الأحيان يطلب صلاة أبونا ثاؤفيلس المحرقي، الذي كان كثيرا ما يرد قائلا: "ربنا يدبر ". وكرر هذا الرد عدة مرات، فسأله إيليا: «لماذا تقول دائما " ربنا يدبر " وليس " ربنا يعطيك"؟» فأجاب ثاؤفيلس: «ماذا لو أعطاك الله طفلاً مشوهًا، هل تفرح؟» في تلك اللحظة كفَّ إيليا عن مطالبة أبونا بالصلاة من أجل وضعهم.

بعد مضي فترة، دون أي مطالبة،أخبره أبونا ثاؤفيلس: «لقد أعطاك الله مينا.» وكان الزوجان في هذا الوقت تقريبا قد خططا بالفعل للسفر إلى القاهرة، لإجراء الفحوص الطبية وزيارة دير الأنبا بيشوي مع نيافة الأنبا أندراوس.

Chapter I
«اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.» (عب ١٣: ٧)

كان لإيليا علاقات وثيقة جدًّا مع القديسين، والتي توطدت على مر السنين بالعديد من المعجزات والتفاعلات. وأول حدث له لا يُنسى كان عندما صلى بشفاعة القديسة مريم ليتحقق التحاقه بكلية الصيدلة بأسيوط. كما نمى علاقة وثيقة جدًّا مع القديس مار مينا العجائبي. فبينما كان يعمل في الصيدلية بالنخيلة سمع ضجة، فهم بالخروج لرؤيتها، لكنه سرعان ما احتمى تحت المكتب و صرخ طالبًا شفاعة القديس مار مينا. كانت عصابتان متنافستان تتبادلان إطلاق النار أمام الصيدلية، وهبت عاصفة من الرصاص في كل مكان. وبعد توقف إطلاق النار، شعر بالارتياح عندما وجد أنه آمن و لم يصب بأذى. وبشفاعة القديس مار مينا أخفقت كل الرصاصات في الوصول إليه، بل استقرت في صناديق تحتوي على مسحوق التلك كانت مخزنة أمام مكتبه.

سار إيليا على خطى أبيه، وغرس في أبنائه محبة عميقة لله والكنيسة؛ فقد جعل صلاة الأجبية معهم ممارسة يومية في الصباح والمساء. بالإضافة إلى ذلك، أكد حضورهم القداس كل أسبوع، وتعليمهم أهمية الاعتراف والتقدم للأسرار المقدسة بانتظام. ونشط ايليا في إشراك أولاده في مدارس الأحد، ودروس الترتيل، والاجتماعات العائلية، لتعزيز نموهم الروحي. وأوجد عادة قراءة قصص القديسين لهم، وإلهامهم بقصص الإيمان الثابت والتفاني العميق.
وشدد إيليا على أهمية الاجتهاد في دراستهم، وشجعهم على الإقبال على التعليم بجدية. وكثيرًا ما كان يعزز هذه الرسالة بتلاوة آيات معينة من الكتاب المقدس، مثل "وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا" و"الذين يبكرون إلى يجدونني" مرسخًا هذه الكلمات كمبادئ توجيهية في حياتهم.

القسم الرابع: القديسون و الخدمة
Chapter I

وسرعان ما اتصل بالأنبا أندراوس وأخبره بما حدث. وعند سماع ذلك، عرض نيافته أن يرسل له بعض المحامين الذين يعرفهم، لكن إيليا قال على الفور: «لا، أرسل لي "القديسة مريم والقديس بيشوي." » وعندما وصل إلى المنزل اتصل بالمستشفى للاستفسار عن الفتاة فأخبروه أنها خرجت من المستشفى خلال ١٥ دقيقة دون أي خدش.

وظلت شفاعة القديس مار مينا لإيليا فائقة القيمة. و أثناء عمله في الصيدلية، و بدون قصد صرف اليود لصبي صغير على أنه قطرة عين. و بعد فترة وجيزة، غادر الصبي مع والده الأعمى. و أدرك إيليا الخطأ، و بحث عنهما بشكل محموم ولكن لم يتمكن من العثور عليهما. وتملكه اليأس، فطلب العون من القديس مار مينا بشدة. وعاد الأب بشكل إعجازي معبرًا عن عدم ارتياحه لوضع القطرة بنفسه، مما أدى إلى تجنيب ابنه الأذى. وفي اليوم التالي تصدر الصحيفة عنوان رئيسي عن صيدلي سُجن بسبب خطأ مماثل، مبرزًا التأثير العميق لوجود القديس مار مينا في حياة إيليا.

وفي تلك السنوات كانت الكنيسة في قرية النخيلة صغيرة جدًّا. و قام إيليا مدفوعا بغيرته وحبه للوطن بشراء المبنى المجاور للكنيسة، والذي كان في السابق عبارة عن قاعة بسيطة. وكان يأمل في تحويله إلى كنيسة. وبسبب الضغوط الحكومية، كان لا بد من القيام بهذا العمل سرا. وقد واجه العديد من العقبات طوال الوقت في بناء هذه الكنيسة من الخارج والداخل. ونتيجة لتورطه، تعرضت حياته للتهديد مرات عديدة. ومن بين التهديدات التي تعرضت لها حياته، وضع سكين على عنقه. وطالب مهاجموه أن ينزل صورة القديس مار مينا المعلقة في الصيدلية، و أن ينكر إيمانه. ولكنه رفض بشدة قائلاً :«مار مينا مش هينزل من هنا.» وفي كل ذلك الله يحميه ويحفظه.

هكذا كان إيمانه بشفاعة القديسين، حتى إنه ذات مرة عندما كان عائدا إلى أبوتيج اندفعت في الشارع طفلة مسرعة أمام سيارته، وكانت ردة فعله الفورية هي الصراخ بصوت عالٍ للقديسة مريم والقديس مار مينا. كان مرتعبا وخائفا على حياة الطفلة.

Chapter II
الفصل الثاني
اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. (أع ٧: ٣)
القسم الأول: الإيمان في أرض غريبة
اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِأَعْمَالِهِ. (مز ١٠٥: ١)

في نوفمبر عام ١٩٩٣، هاجر إيليا وعائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستقروا في إيست برونزويك، نيوجيرسي. وعند وصوله إلى البلد الجديد، انطلق في رحلة لتأسيس نفسه من الألف إلى الياء. و قام في البداية بدور سائق التوصيل في الصيدلية لإعالة أسرته أثناء التحضير لامتحان معادلة الصيدلة

القسم الخامس: وداعًا لعصرٍ مبارك
لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ. (جا ٣: ١)

وبعد بضع سنوات، افتتح إيليا صيدليته الثانية، صيدلية مار مينا، في أبوتيج. و في سن الأربعين، اكتشف أن زوجته حامل مرة أخرى بطفلهما الثالث. وانتقل مرة أخيرة في مصر إلى أسيوط، ووُلدت ابنته مريم هناك عام ١٩٩٢. وبعد فترة وجيزة، بدأ هو وعائلته في إنهاء فصل مبارك من حياتهم في مصر حيث تمتعوا بصداقة مباركة مع العديد من الأشخاص الأتقياء الذين ساعدوا في توجيه حياتهم، مثل نيافة الأنبا باخوميوس , والأنبا أندراوس، والمتنيح أبونا ثاؤفيلس المحرقي، والمتنيح أبونا تيموثاوس شرموخ (أب الاعتراف والمرشد الروحي). وفي أواخر عام ١٩٩٣، انتقل إيليا وعائلته إلى نيوجيرسي، استعدادًا لبدء رحلتهم في الولايات المتحدة.

Chapter II

إنهما كانا قادرين أن يفتتحا معًا أول صيدلية لهما تحت اسم القديسة مريم، وظلت تباركهما عند افتتاحهما عدة صيدليات أخرى على مر السنين. كان لحب إيليا الكبير وإيمانه القوي تأثير كبير على الأشخاص من حوله، حتى أن شريكه غير المسيحي أصر على تسمية الصيدليات اللاحقة باسم السيدة العذراء مريم والتبرع بباكورات كل مؤسسة للكنيسة. كان هذا هو المثال المسيحي الحقيقي الذي رآه شريكه، وهذا ما جعله يسعى دائمًا للدخول في أعمال تجارية مع مسيحيين آخرين وتوظيفهم والثقة بهم.

فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (مت ٥: ١٦)
القسم الثاني: حياة الخدمة
لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي. (مز ٦٩: ٩)

و مثل العديد من الأحداث المهمة في حياته، تلقى أخبارًا عن اجتيازه امتحان رخصة الصيدلة في عيد القديسة العذراء. وثبت أنه من الصعوبة بمكان الحصول على وظيفة بعد الحصول على الترخيص، مما دفعه إلى العمل في روتشستر، نيويورك، على بعد ٧ ساعات بالسيارة من حيث عاشت عائلته. وبعد أن تحمل شتاءً قاسيًا بمفرده في روتشستر، تمكن من العودة إلى المنزل والعثور على وظيفة محلية في مدينة نيويورك.
وبارك الله في الصيدلية التي كان يعمل فيها وجعلها تزدهر، و وجد استحسانا عند صاحب الصيدلية. و كان حب إيليا العميق وإيمانه الراسخ يشعان من خلال تفاعلاته، مما أدى إلى تنمية صداقات وولاء دائمين. وعندما أتيحت له الفرصة أخيرًا لفتح أول صيدلية خاصة به، أصر إيليا على شراكة صاحب العمل السابق معه على قدم المساواة حتى لا يؤذيه بأي شكل من الأشكال عن طريق تحويل المرضى من الصيدلية القريبة منه

Chapter II

ومع استمرار الكنيسة في النمو وفيضها بالعائلات الجديدة، فإن غيرة إيليا ومحبته للمسيح والخدمة حركت قلبه لإنشاء كنيسة جديدة ومقر بابوي. وإلى حد كبير كما حدث في تجربته في بناء كنيسة في مصر، ظهرت عقبات كثيرة، لكن إيليا ظل صامدًا في عزمه على إنشاء بيت ثانٍ للقديسة العذراء مريم في المنطقة. وبعد شراء الأرض والاحتفال بالقداس الإلهي الأول عام ٢٠١١، طلب راعيا ليبني كنيسة في قلب كل واحد من الشعب أثناء بناء مكان سكنهم. وبمباركة قداسة البابا شنوده الثالث ، دعا إيليا الأب تادرس يعقوب ملطي، الذي تعرف عليه أثناء خدمة أبونا في كنيسة القديس مرقس في جيرسي سيتي عام ١٩٩٤. لقد بدآ معًا صداقة عميقة الجذور تتمحور حول خدمة الله وكنيسته. وفي عام ٢٠١٨، توجت ثمرة عملهما عندما وضع قداسة البابا تواضروس الثاني حجر أساس كنيسة الملكة القديسة مريم والأمير تادرس. وبينما كان إيليا يعمل بلا كلل على بناء الكنيسة على مدار سنوات، خلال أيامه الأخيرة، كان يركز بشكل خاص على تجميع ما يلزم لإكمال هذا المشروع

بالرغم من مواجهته العديد من التحديات أثناء تكوين حياته في الولايات المتحدة، إلا أن إيليا لم يتراجع أبدًا عن هدفه النهائي؛ وبقيت نظرته مثبتة على الرب. وكان يبقي عائلته دائمًا بالقرب من الكنيسة، مجتهدًا في حضور القداسات وفي الخدمة. واستمر إيليا في صلاة الأجبية مع أولاده، وكثيرًا ما كان ينضم إليهم أبناء عمومتهم الذين كانوا يعيشون معهم أو يزورونهم. وسرعان ما وجد إيليا وعائلته منزلاً جديدًا في كنيسة القديسة مريم في شرق برونزويك مع الأب بيشوي ديمتريوس، الذي أصبح شخصية الأب المحبوب بالنسبة لهم. وهناك استأنف حياته الخدمية والتلمذة لرجال الدين، التي بدأها في مصر، وغرسها في عائلته. ونما في الخدمة، ورُسم مساعد شماس. ومن بين خدماته العديدة، ساعد إيليا في إنشاء مؤسسة تسمى «بيت إبراهيم». وتهدف هذه المؤسسة إلى خدمة إخوة الرب والعائلات المهاجرة حديثًا، عاكسا ضيافة إبراهيم أبو الآباء، المعروف بضيافة الغرباء. واستدعي إيليا أيضًا للعمل في مجلس شمامسة الكنيسة

Chapter II

، فلم يجدوا الدواء فحسب ، بل وجدوا منزلا دافئا وعائلة بديلة وشخصية الأب الرحيم المستعد دائما لمساعدتهم في كل ناحية من نواحي الحياة ، صغيرة كانت أو كبيرة. كانت هذه هي السمعة عن خدمته أن المهاجرين كثيرا ما يبحثون عن هذا الرجل الذي لا يعرفون أن اسمه إيليا عازر وصيدليته في بروكلين عندما يصلون إلى المطار ، ويعلمون أنه يمكن أن يسهل انتقالهم إلى حياة جديدة.

«كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي.» (مت ٢٥: ٣٥)

كلما تحول الوافدون الجدد إليه ، كان يمد رعايته إلى جميع جوانب حياتهم. ويتساءل باهتمام حقيقي:

هل لديك مكان للإقامة؟ ماذا تعمل؟ هل لديك سيارة؟ هل أنت متزوج، وهل لديك أطفال؟ إذا كان الأمر كذلك ، ما أعمارهم؟ وبعد ذلك ، إلى أي كنيسة تذهب؟ هل لديك أب اعتراف؟

القسم الثالث: طرح ثمار الرحمة
وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. (أع ١: ٨)

إن عمق محبة إيليا لخدمة بيت الرب لا يمكن أن يضارعها إلا محبته لإخوة الرب وكل من يحتاج. لقد اتبع حقا وصية المسيح عندما قال لتلاميذه: «وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أورشليم وَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.» (أعمال الرسل 1: 8). و امتدت خدمة إيليا إلى حد بعيد خارج حدود عائلته وكنيسته ، والوصول عبر الحدود والمحيطات للمس الحياة في نيوجيرسي ، وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة ومصر وخارجها
كانت صيدلية إيليا أشبه بمركز حيوي ، مما مكن عددا لا يحصى من الأفراد من تكوين أنفسهم في الولايات المتحدة داخل جدرانه

Chapter II

، وحتى مد يد الإرشاد لأولئك المتورطين في تعقيدات نظام العدالة ،بما في ذلك زيارات السجون ومراكز الشرطة. وكان إيليا، بغض النظر عن الظروف ، مصدرا ثابتا للأمل والتعاطف ، وتسليط الضوء على التأثير الهادف لأعمال اللطف الصغيرة والوحدة مع أولئك الذين يعانون من ضائقة. مثلما تذكرنا رسالة كورنثوس ١٢: ٢٦ «فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.

«لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. (مت ٢٥: ٣٥

لم يتجاهل أبدا محنة الأرامل والأيتام ، وكان يقدم دائما الرعاية لهم ، ماليا واجتماعيا و بطرق أخرى مختلفة ، اتباعا لتعاليم ربنا. و بالنسبة للشباب الذين كانوا بمفردهم ، حرص على العثور لهم على السكن والوظائف ، لكن خدمته لم تنته عند هذا الحد، فكان يزورهم بانتظام ، ويقدم لهم الطعام والإمدادات ولوازم أخرى ، ويحرص على ارتباطهم بالكنيسة والحضور المستمر للقداس

ومتسلحا بالإجابات عن هذه الأسئلة ، يشرع إيليا بجد في العثور على سكن وعمل ومواصلات وتعليم لأطفالهم. إنه يتنقل في تعقيدات التقدم بطلب للحصول على المساعدة والتأمين الصحي ، مما يضمن ليس فقط رفاههم المادي ولكن أيضا رعاية نموهم وازدهارهم في كل من الحياة والإيمان. لقد أنجز هذا من خلال ربطهم بمجتمع الكنيسة الداعم ، وتسهيل التعارف على رجال الدين ، والمساعدة في إقامة علاقات ذات معنى داخل كنيستهم

«مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ.» (٢٥: ٣٦)

مساعدة إيليا لا تعرف حدودا. بالنسبة للبعض ، جاء دعمه في شكل حب ورعاية لا يتزعزعان ، وتواجد مريح في أوقات الحاجة. ومع ذلك ، بالنسبة للآخرين ، امتدت مساعدته إلى أصعب الظروف. من مرافقة الأفراد الذين يعانون من الإدمان في رحلتهم إلى الشفاء ، ولتقديم العزاء والدعم لأولئك الذين يكافحون ضد المرض

Chapter II
أَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. (إش ٥٨: ١٠)

ومع ذلك ، لم تقتصر خدمة إيليا على أولئك الذين قابلهم، فامتدت إلى أبعد من ذلك بكثير إلى المئات والآلاف من الناس الذين لم يلتق بهم من قبل. كان لديه شغف شديد بإعالة المحتاجين أينما كانوا، وخاصة أولئك الذين في مصر، الوطن الذي لم ينسه أبدا. كان إيليا يرسل بانتظام المال والطعام و الملابس والأدوات المدرسية والعديد من اللوازم الأخرى للمحتاجين. وفي كل عيد ، كان يجتمع ويوزع علىالآلاف من العائلات ما يحتاجونه للاحتفال بالعيد. وتزايدت الأرقام عاما بعد عام ؛ إذ حفزته غيرة كبيرة لدفع الآخرين للمساعدة في إعالة إخوة الرب ، وغالبا ما يملون على الآخرين بمحبة أن يشاركوا في مباركة هذه الخدمة.

. وفي مناسبات عديدة وحتى خلال الأعياد ، يحضر لهم شخصيا الطعام من منزله ، ويجلس معهم للمشاركة في وجبة أغابي. وفي مناسبات عديدة ، يدعو البعض للانضمام إليه في منزله خلال الأعياد والتجمعات ، مؤكدًا الصداقة المتأصلة في الحب

وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ. (عب ١٠: ٢٤)

امتد تفاني إيليا في خدمة الآخرين إلى ما هو أبعد من جهوده الخاصة؛ فحرص على أن يشرك من حوله في بركات الخدمة ، وبالتالي تحقيق كلمات الرب في لوقا ١٠: ١: «وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ.» سعى إلى غرس روح الخدمة هذه في جميع الذين ساعدهم ، وحثهم على إبداء اللطف والمساعدة للآخرين بأي صفة ممكنة ، وبالتالي خلق تأثيرًا مضاعفًا لمس حياة عدد لا يحصى من الناس.

Chapter II

. وقد يشمل ذلك إصلاح سقف لأسرة فقدت منزلها، أو ترميم منزلها، أو توفير مختلف الاحتياجات الأساسية. ومثل الأب الحنون، لم يقم أبدًا بمجرد توزيع الأموال ، ولكن بدلاً من ذلك أتبعها بطلب صور للتقدم، وسعى دائمًا للحصول على تحسين ما تم تقديمه. وكان إيليا عند سفره إلى مصر، يحمل حقائب متعددة مليئة بالهدايا والملابس والمتعلقات الشخصية. ومن اللافت للنظر أنه لم يعد إلى منزله مطلقًا بهذه المتعلقات. بدلا من ذلك، يترك كل ملابسه للناس هناك، ويعود بالضروريات الأساسية فقط. وبدلاً من ذلك امتلأت حقائبه بالهدايا والإمدادات للكنائس والناس

تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. (مر ١٢: ٣١)

وفي إحدى المناسبات، شارك كاهن كانت خدمته لإخوة الرب إيليا في خبرته في بيت خلوة دير الأنبا بولا حيث وجد عزاءه في جمال خلق الله وهدوء الأمواج. يعكس ولهذا تساءل بصوت عالٍ:

كان يقترب من أولئك الذين يعرف أن لديهم خوف الله ومحبته ويحدد لهم بشكل واضح المسؤوليات قائلاً: «هذا العام ستغطي احتياجات الجبن، هذا العام ستغطي احتياجات البطاطين، هذا العام ستغطي احتياجات حقائب الكتب... إلخ.» و لم يكن مهتمًّا أبدًا برأي الآخرين أنه لحوح، بل كان مهتما بشأن ما يمكن أن يفعله كل واحد بشكل أفضل في المشاركة في بركات الخدمة

عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. (مت ٢٥: ٣٦)

كان إيليا يسافر إلى مصر مرة واحدة في السنة، في عيد البابا كيرلس وموسم الصوم الكبير، لينال بركات القديسين والكنائس والأديرة. و خلال هذه الرحلة، لم يكن تركيزه على الشاطئ الذي سيزوره أو ما الطعام الذي يأكله، بل بالأحرى كيف يمكنه أن يفعل الخير. وكعادته كان يستفسر من كل شخص يصادفه عن حياة الناس واحتياجاتهم، مع التأكد من توفير واحد أو أكثر من هذه الاحتياجات

Chapter II

إذن دعنا ندرج كليهما، لكن لا تنسوا شراء الدقيق والبيض حتى يتمكنوا من خبز الكعك والاستمتاع بشيء حلو." هو سيصر أيضًا: "لا تنس إضافة جبن "لا فاش كي ري"، وهو الأمر الذي سيعرب فيه الكاهن عن قلقه بشأن التكلفة، مقترحًا خيارًا أكثر اقتصادًا قائلاً: "دكتور إيليا، "جبن "لا فاش كي ري" باهظ الثمن، ويمكننا الحصول على أي جبن، وسوف يستمتعون به بنفس القدر.» ويرفض إيليا قائلا: "أنا أحب جبن "لا فاش كي ري"، لذلك يجب أن يكون لديهم جبن "لا فاش كي ري"

لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. (أع ٦: ٢-٤)

"لماذا لي امتياز التمتع بخليقة الله بينما إخوة الرب لا يتمتعون بها؟" "هل لديك هذه الفرصة؟" تأثر إيليا بكلماته، وطلب منه على الفور حجز المنتجع لجميع العائلات الخمسين التي تحت رعايته. و غمرت الفرحة الكاهن، ووافق على حجز ليلة واحدة لهم. لكن إيليا أصر قائلاً: «لا، كيف يمكن ذلك، هل يستمتعون بها حقًّا في ليلة واحدة فقط؟ يرجى أن تحجز لهم لمدة ليلتين، والتأكد من زيارتهم لديري الأنبا بولا و الأنبا أنطونيوس وهم في طريقهم إلى المنتجع.» ومنذ تلك اللحظة فصاعدًا، أصبح هذا تقليدًا سنويًّا يحتفظ به لهم ولغيرهم، مما يوفر ليس فقط الإعاشة بل الفرحة

ويروي الكاهن أكثر من مناسبة عندما كان إيليا يتصل به قبل العيد ويطلب منه شراء احتياجات مختلفة لإخوة الرب. كان إيليا يقول له: «فلنقدم لهم الدجاج هذه السنة»، فيقترح عليه الكاهن: "لكنهم يفضلون اللحوم أكثر". فيجيب إيليا دون رادع

Chapter II

في سن ٥٦، شهد إيليا حدثين مهمين في حياته؛ فرحب بوصول أول حفيد له، لحظة مليئة بالفرح الهائل والترقب للجيل الجديد. ومع ذلك، بعد أشهر، خضع لعملية قلب مفتوح، مما جعله يواجه الموت. كان يفكر في هذه المرحلة الفاصلة. كان مليئًا بالفرح بقدوم الجيل الجديد، ولكن تذكر أيضًا ضعفه. ورغم التحديات، ظل ثابتا في إيمانه. وعندما سئل عن مواجهة الموت أجاب: «لست خائفا». وبعد تحمله فقدان العديد من أفراد عائلته، وجد العزاء في إيمانه الذي لا يتزعزع، مما أعطاه قوة خلال تلك الأوقات الصعبة
وفي سبتمبر عام ٢٠٢٣، بعد عودته من مصر، شرع إيليا في عملية مدروسة لترتيب مختلف جوانب حياته. وبعناية دقيقة، تأكد أن أحباءه، وأولئك الذين يعتمدون عليه، و استمرار خدمته سوف تزدهر من خلال جهود أولئك الذين عهد بها إليهم

عاش إيليا حياة حقيقية في خدمة الشمامسة، يخدم الموائد كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل، وله "... سمعة طيبة، مملوءة من الروح القدس وحكمة." وفي ٢٧ يناير ٢٠٢٢، دون علمه، منحه نيافة الأنبا كاراس نعمة رتبة شماس لتتويج حياته الخدمية. وواصل خدمته التالية باتباع خطى القديس استفانوس

القسم الرابع: المنظور الأبدي: ثبات الإيمان
لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ. ( ٢ كو ٤: ١٦-١٨)
Chapter II
كانت رحلة حياة إيليا شهادة على الإيمان الذي لا يتزعزع، والأمل الدائم، والحب الذي لا حدود له. لا يزال مثاله يتردد صداه، ويلهم الآخرين لاحتضان تحديات الحياة بشجاعة ونعمة. عسى أن تكون روح التعاطف والتفاني في الخدمة دليلاً لنا جميعًا

في ٢٠ يناير ٢٠٢٤، في عيد الظهور الإلهي وعشية ١٢ طوبه ١٧٤٠، في ذكرى رئيس الملائكة ميخائيل المحبوب، غادر إيليا هذا العالم الزائل ليكون مع ربه في صحبة القديسين الذين أحبهم

ستبقى في قلوبنا إلى الأبد
اذكرنا دائمًا أمام عرش الله
زوجتك المحبة وأولادك

previous arrow
Shadow
Chapter I
الفصل الأول
«وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا.» (تك ٣٩: ٢)
القسم الأول: سلك في طرق الرب
بِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ. (أم ٢٢: ٦)

ولد إيليا إبراهيم عازر في٢٧ أغسطس ١٩٥١ (٢١ مسرى ١٦٦٧)، في سوهاج بصعيد مصر، في عيد العذراء القديسة مريم. وكان الابن الثالث بين سبعة أشقاء. ولد لأبوين محبين: إبراهيم عازر عبد المسيح وعنايات حليم أندراوس. وعاشت عائلة عازر في منزل واسع مكون من سبع غرف نوم مع الجدتين والوالدين وسبعة أولاد، وعدد قليل من مدبرات المنزل اللاتي يقمن معهم في المنزل. و قاموا على سطح منزلهم بتربية أنواع مختلفة من الطيور ، مما وفر لإيليا الصغير هواية بسيطة ولكنها ممتعة حيث قضى أيامه في المشاهدة والاستكشاف مع إخوته.

Chapter I

وقد غرس والداه المسيحيان المتدينان فيه وفي إخوته، منذ صغرهم، حبًّا عميقًا للإيمان. وكان إبراهيم أستاذًا للغة الإنجليزية، وكان ملتزمًا بشكل خاص بالتعليم والتفاني الديني. وكان ،كل صباح، قبل المدرسة، يوقظ أولاده في الرابعة صباحًا ليصلوا الأجبية معًا، ويرددون : «الصبح الصبح الصبيح ... شق النور المليح ... اتكالي واعتمادي عليك يا سيدي يسوع المسيح !» هذه الطقوس اليومية وضعت حجر الأساس لمحبة إيليا لصلاة الأجبية. وبعد ذلك كان إبراهيم يجلس معهم ويعلمهم، فخورين كثيرًا بإنجازات إيليا الدراسية؛ إذ كان يحتل باستمرار المرتبة الأولى على فصله في المدرسة.

القسم الثاني: تكوين شخصيته: تسليم طريقه إلى الله
سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي (مز ٣٧: ٥)

وعلى مدار الأيام، واجه إيليا العديد من النماذج البشرية التي أثرت بشكل عميق في حياته

Chapter I

وكان الأول بينهم أحد الأقران المعروف بأخلاقيات العمل المتميزة ومشاركته النشطة في الكنيسة. فمنذ صغره، كان إيليا مدفوعا برغبة قوية في تكريس حياته لخدمة الكنيسة. و كان مصممًا على تحقيق التوازن بين حياة الخدمة والعمل الشاق الذي كان ينمو فيه بالفعل.

وبالرغم من أن والده كان يأمل أن يتبع إيليا خطى أخيه الأكبر ويزاول مهنة الطب، إلا أن إيليا كان حازمًا في رغبته في شق طريقه في الحياة. فاقتدى بصيدلي المنطقة، وهو قدوة أخرى له، و وضع نصب عينيه مهنة الصيدلة، عازمًا على رسم مساره الخاص. ثم اتجه إلى الصلاة وتضرع إلى القديسة مريم العذراء للتشفع له سائلة الله أن يتيح له فرصة دراسة الصيدلة. واستجيبت صلواته في الحال.

و خلال السنوات التي قضاها في كلية الصيدلة، زار إيليا لندن لبضعة أشهر بمفرده في أوائل العشرينيات من عمره، وعمل هناك. و نظرًا لإعجاب صاحب العمل بتفانيه وشخصيته المثيرة للإعجاب، عرض عليه أن يتكفل بتعليمه في لندن

Chapter I

. إلا أن إيليا رفض هذا العرض السخي وعاد إلى وطنه لإكمال دراسته. وبعد تخرجه أدى الخدة العسكرية. وفور خروجه من الجيش أسس صيدليته الخاصة في النخيلة، و أسماها (الصحة) .
وأثناء هذه الفترة تمت خطبته لسهير لبيب قلدس. وفي وقت لاحق، عاد إلى الجيش لفترة وجيزة لمدة حوالي سنة. وعند عودته، وكان عمره حوالي 27 عامًا في الأول من أغسطس عام 1978، تزوج إيليا سهير.

القسم الثالث: تكوين الأسرة المؤمنة
هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ (مز ١٢٧: ٣).

انتقل إيليا إلى أبو تيج بأسيوط ليؤسس عائلته. وهناك أقام صداقة وثيقة مع الأب المتنيح ثاؤفيلس المحرقي الذي كان يعرفه منذ الطفولة. و على مر السنين، تبادلا خبرات لا تعد ولا تحصى، وشهد إيليا العديد من المعجزات التي تمت على يدي أبونا ثاؤفيلس المباركتين.

Chapter I

وباقتدائه بحياة الخدمة الرائعة التى لدى أبونا ثاؤفيلس، تعمق إيمان إيليا. وفي عام ١٩٨٠ تمت رسامة الأنبا أندراوس مطرانًا على المنطقة. وعندما خدما معًا، نشأت رابطة عميقة بينهما، إيذانا ببداية صداقة وثيقة.

وعلى مدى عامين تقريبًا، كان إيليا وسهير يشتاقان إلى إنجاب الأطفال، لكنهما لم يتمكنا من الإنجاب. وكان ايليا في كثير من الأحيان يطلب صلاة أبونا ثاؤفيلس المحرقي، الذي كان كثيرا ما يرد قائلا: "ربنا يدبر ". وكرر هذا الرد عدة مرات، فسأله إيليا: «لماذا تقول دائما " ربنا يدبر " وليس " ربنا يعطيك"؟» فأجاب ثاؤفيلس: «ماذا لو أعطاك الله طفلاً مشوهًا، هل تفرح؟» في تلك اللحظة كفَّ إيليا عن مطالبة أبونا بالصلاة من أجل وضعهم.

بعد مضي فترة، دون أي مطالبة،أخبره أبونا ثاؤفيلس: «لقد أعطاك الله مينا.» وكان الزوجان في هذا الوقت تقريبا قد خططا بالفعل للسفر إلى القاهرة، لإجراء الفحوص الطبية وزيارة دير الأنبا بيشوي مع نيافة الأنبا أندراوس.

Chapter I

وواصلا خططهما وسافرا إلى الدير كما هو مقرر. و أثناء وجودهم هناك روى نيافته قصة القديس بيشوي أمام رفاته. وبعد أن أنهى القصة قال لهما مؤكدًا: «من يطلب أي شيء باسم الأنبا بيشوي ستمنح له، وسأعمد طفلكما هنا في دير الأنبا بيشوي بنعمة الله.»

وفي اليوم التالي، وبينما كانا في القاهرة وقبل موعدهما مع الطبيب، تلقيا النبأ السار بأنهما سيرزقان بطفل. وفي يونيه عام ١٩٨١ قام نيافته بتعميد مينا بكر إيليا وسهير في كنيسة القديس الأنبا بيشوي. وبعد ذلك بعامين، في عام ١٩٨٣، ولد لهما ابنهما الثاني، أندرو.

«وَلْتَكُنْ هذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا الْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلاَدِكَ، وَتَكَلَّمْ بِهَا حِينَ تَجْلِسُ فِي بَيْتِكَ، وَحِينَ تَمْشِي فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنام وحين تَقُومُ.» (تث ٦: ٦-٧)
Chapter I

سار إيليا على خطى أبيه، وغرس في أبنائه محبة عميقة لله والكنيسة؛ فقد جعل صلاة الأجبية معهم ممارسة يومية في الصباح والمساء. بالإضافة إلى ذلك، أكد حضورهم القداس كل أسبوع، وتعليمهم أهمية الاعتراف والتقدم للأسرار المقدسة بانتظام. ونشط ايليا في إشراك أولاده في مدارس الأحد، ودروس الترتيل، والاجتماعات العائلية، لتعزيز نموهم الروحي. وأوجد عادة قراءة قصص القديسين لهم، وإلهامهم بقصص الإيمان الثابت والتفاني العميق.
وشدد إيليا على أهمية الاجتهاد في دراستهم، وشجعهم على الإقبال على التعليم بجدية. وكثيرًا ما كان يعزز هذه الرسالة بتلاوة آيات معينة من الكتاب المقدس، مثل "وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحًا" و"الذين يبكرون إلى يجدونني" مرسخًا هذه الكلمات كمبادئ توجيهية في حياتهم.

القسم الرابع: القديسون و الخدمة
Chapter I
«اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ.» (عب ١٣: ٧)

كان لإيليا علاقات وثيقة جدًّا مع القديسين، والتي توطدت على مر السنين بالعديد من المعجزات والتفاعلات. وأول حدث له لا يُنسى كان عندما صلى بشفاعة القديسة مريم ليتحقق التحاقه بكلية الصيدلة بأسيوط. كما نمى علاقة وثيقة جدًّا مع القديس مار مينا العجائبي. فبينما كان يعمل في الصيدلية بالنخيلة سمع ضجة، فهم بالخروج لرؤيتها، لكنه سرعان ما احتمى تحت المكتب و صرخ طالبًا شفاعة القديس مار مينا. كانت عصابتان متنافستان تتبادلان إطلاق النار أمام الصيدلية، وهبت عاصفة من الرصاص في كل مكان. وبعد توقف إطلاق النار، شعر بالارتياح عندما وجد أنه آمن و لم يصب بأذى. وبشفاعة القديس مار مينا أخفقت كل الرصاصات في الوصول إليه، بل استقرت في صناديق تحتوي على مسحوق التلك كانت مخزنة أمام مكتبه.

Chapter I

وفي تلك السنوات كانت الكنيسة في قرية النخيلة صغيرة جدًّا. و قام إيليا مدفوعا بغيرته وحبه للوطن بشراء المبنى المجاور للكنيسة، والذي كان في السابق عبارة عن قاعة بسيطة. وكان يأمل في تحويله إلى كنيسة. وبسبب الضغوط الحكومية، كان لا بد من القيام بهذا العمل سرا. وقد واجه العديد من العقبات طوال الوقت في بناء هذه الكنيسة من الخارج والداخل. ونتيجة لتورطه، تعرضت حياته للتهديد مرات عديدة. ومن بين التهديدات التي تعرضت لها حياته، وضع سكين على عنقه. وطالب مهاجموه أن ينزل صورة القديس مار مينا المعلقة في الصيدلية، و أن ينكر إيمانه. ولكنه رفض بشدة قائلاً :«مار مينا مش هينزل من هنا.» وفي كل ذلك الله يحميه ويحفظه.

هكذا كان إيمانه بشفاعة القديسين، حتى إنه ذات مرة عندما كان عائدا إلى أبوتيج اندفعت في الشارع طفلة مسرعة أمام سيارته، وكانت ردة فعله الفورية هي الصراخ بصوت عالٍ للقديسة مريم والقديس مار مينا. كان مرتعبا وخائفا على حياة الطفلة.

Chapter I

وسرعان ما اتصل بالأنبا أندراوس وأخبره بما حدث. وعند سماع ذلك، عرض نيافته أن يرسل له بعض المحامين الذين يعرفهم، لكن إيليا قال على الفور: «لا، أرسل لي "القديسة مريم والقديس بيشوي." » وعندما وصل إلى المنزل اتصل بالمستشفى للاستفسار عن الفتاة فأخبروه أنها خرجت من المستشفى خلال ١٥ دقيقة دون أي خدش.

وظلت شفاعة القديس مار مينا لإيليا فائقة القيمة. و أثناء عمله في الصيدلية، و بدون قصد صرف اليود لصبي صغير على أنه قطرة عين. و بعد فترة وجيزة، غادر الصبي مع والده الأعمى. و أدرك إيليا الخطأ، و بحث عنهما بشكل محموم ولكن لم يتمكن من العثور عليهما. وتملكه اليأس، فطلب العون من القديس مار مينا بشدة. وعاد الأب بشكل إعجازي معبرًا عن عدم ارتياحه لوضع القطرة بنفسه، مما أدى إلى تجنيب ابنه الأذى. وفي اليوم التالي تصدر الصحيفة عنوان رئيسي عن صيدلي سُجن بسبب خطأ مماثل، مبرزًا التأثير العميق لوجود القديس مار مينا في حياة إيليا.

Chapter I
القسم الخامس: وداعًا لعصرٍ مبارك
لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ. (جا ٣: ١)

وبعد بضع سنوات، افتتح إيليا صيدليته الثانية، صيدلية مار مينا، في أبوتيج. و في سن الأربعين، اكتشف أن زوجته حامل مرة أخرى بطفلهما الثالث. وانتقل مرة أخيرة في مصر إلى أسيوط، ووُلدت ابنته مريم هناك عام ١٩٩٢. وبعد فترة وجيزة، بدأ هو وعائلته في إنهاء فصل مبارك من حياتهم في مصر حيث تمتعوا بصداقة مباركة مع العديد من الأشخاص الأتقياء الذين ساعدوا في توجيه حياتهم، مثل نيافة الأنبا باخوميوس , والأنبا أندراوس، والمتنيح أبونا ثاؤفيلس المحرقي، والمتنيح أبونا تيموثاوس شرموخ (أب الاعتراف والمرشد الروحي). وفي أواخر عام ١٩٩٣، انتقل إيليا وعائلته إلى نيوجيرسي، استعدادًا لبدء رحلتهم في الولايات المتحدة.

Chapter II
الفصل الثاني
اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. (أع ٧: ٣)
القسم الأول: الإيمان في أرض غريبة
اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِأَعْمَالِهِ. (مز ١٠٥: ١)

في نوفمبر عام ١٩٩٣، هاجر إيليا وعائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستقروا في إيست برونزويك، نيوجيرسي. وعند وصوله إلى البلد الجديد، انطلق في رحلة لتأسيس نفسه من الألف إلى الياء. و قام في البداية بدور سائق التوصيل في الصيدلية لإعالة أسرته أثناء التحضير لامتحان معادلة الصيدلة

Chapter II

و مثل العديد من الأحداث المهمة في حياته، تلقى أخبارًا عن اجتيازه امتحان رخصة الصيدلة في عيد القديسة العذراء. وثبت أنه من الصعوبة بمكان الحصول على وظيفة بعد الحصول على الترخيص، مما دفعه إلى العمل في روتشستر، نيويورك، على بعد ٧ ساعات بالسيارة من حيث عاشت عائلته. وبعد أن تحمل شتاءً قاسيًا بمفرده في روتشستر، تمكن من العودة إلى المنزل والعثور على وظيفة محلية في مدينة نيويورك.
وبارك الله في الصيدلية التي كان يعمل فيها وجعلها تزدهر، و وجد استحسانا عند صاحب الصيدلية. و كان حب إيليا العميق وإيمانه الراسخ يشعان من خلال تفاعلاته، مما أدى إلى تنمية صداقات وولاء دائمين. وعندما أتيحت له الفرصة أخيرًا لفتح أول صيدلية خاصة به، أصر إيليا على شراكة صاحب العمل السابق معه على قدم المساواة حتى لا يؤذيه بأي شكل من الأشكال عن طريق تحويل المرضى من الصيدلية القريبة منه

Chapter II

إنهما كانا قادرين أن يفتتحا معًا أول صيدلية لهما تحت اسم القديسة مريم، وظلت تباركهما عند افتتاحهما عدة صيدليات أخرى على مر السنين. كان لحب إيليا الكبير وإيمانه القوي تأثير كبير على الأشخاص من حوله، حتى أن شريكه غير المسيحي أصر على تسمية الصيدليات اللاحقة باسم السيدة العذراء مريم والتبرع بباكورات كل مؤسسة للكنيسة. كان هذا هو المثال المسيحي الحقيقي الذي رآه شريكه، وهذا ما جعله يسعى دائمًا للدخول في أعمال تجارية مع مسيحيين آخرين وتوظيفهم والثقة بهم.

فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. (مت ٥: ١٦)
القسم الثاني: حياة الخدمة
لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي. (مز ٦٩: ٩)
Chapter II

بالرغم من مواجهته العديد من التحديات أثناء تكوين حياته في الولايات المتحدة، إلا أن إيليا لم يتراجع أبدًا عن هدفه النهائي؛ وبقيت نظرته مثبتة على الرب. وكان يبقي عائلته دائمًا بالقرب من الكنيسة، مجتهدًا في حضور القداسات وفي الخدمة. واستمر إيليا في صلاة الأجبية مع أولاده، وكثيرًا ما كان ينضم إليهم أبناء عمومتهم الذين كانوا يعيشون معهم أو يزورونهم. وسرعان ما وجد إيليا وعائلته منزلاً جديدًا في كنيسة القديسة مريم في شرق برونزويك مع الأب بيشوي ديمتريوس، الذي أصبح شخصية الأب المحبوب بالنسبة لهم. وهناك استأنف حياته الخدمية والتلمذة لرجال الدين، التي بدأها في مصر، وغرسها في عائلته. ونما في الخدمة، ورُسم مساعد شماس. ومن بين خدماته العديدة، ساعد إيليا في إنشاء مؤسسة تسمى «بيت إبراهيم». وتهدف هذه المؤسسة إلى خدمة إخوة الرب والعائلات المهاجرة حديثًا، عاكسا ضيافة إبراهيم أبو الآباء، المعروف بضيافة الغرباء. واستدعي إيليا أيضًا للعمل في مجلس شمامسة الكنيسة

Chapter II

ومع استمرار الكنيسة في النمو وفيضها بالعائلات الجديدة، فإن غيرة إيليا ومحبته للمسيح والخدمة حركت قلبه لإنشاء كنيسة جديدة ومقر بابوي. وإلى حد كبير كما حدث في تجربته في بناء كنيسة في مصر، ظهرت عقبات كثيرة، لكن إيليا ظل صامدًا في عزمه على إنشاء بيت ثانٍ للقديسة العذراء مريم في المنطقة. وبعد شراء الأرض والاحتفال بالقداس الإلهي الأول عام ٢٠١١، طلب راعيا ليبني كنيسة في قلب كل واحد من الشعب أثناء بناء مكان سكنهم. وبمباركة قداسة البابا شنوده الثالث ، دعا إيليا الأب تادرس يعقوب ملطي، الذي تعرف عليه أثناء خدمة أبونا في كنيسة القديس مرقس في جيرسي سيتي عام ١٩٩٤. لقد بدآ معًا صداقة عميقة الجذور تتمحور حول خدمة الله وكنيسته. وفي عام ٢٠١٨، توجت ثمرة عملهما عندما وضع قداسة البابا تواضروس الثاني حجر أساس كنيسة الملكة القديسة مريم والأمير تادرس. وبينما كان إيليا يعمل بلا كلل على بناء الكنيسة على مدار سنوات، خلال أيامه الأخيرة، كان يركز بشكل خاص على تجميع ما يلزم لإكمال هذا المشروع

Chapter II
القسم الثالث: طرح ثمار الرحمة
وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. (أع ١: ٨)

إن عمق محبة إيليا لخدمة بيت الرب لا يمكن أن يضارعها إلا محبته لإخوة الرب وكل من يحتاج. لقد اتبع حقا وصية المسيح عندما قال لتلاميذه: «وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أورشليم وَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.» (أعمال الرسل 1: 8). و امتدت خدمة إيليا إلى حد بعيد خارج حدود عائلته وكنيسته ، والوصول عبر الحدود والمحيطات للمس الحياة في نيوجيرسي ، وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة ومصر وخارجها
كانت صيدلية إيليا أشبه بمركز حيوي ، مما مكن عددا لا يحصى من الأفراد من تكوين أنفسهم في الولايات المتحدة داخل جدرانه

Chapter II

، فلم يجدوا الدواء فحسب ، بل وجدوا منزلا دافئا وعائلة بديلة وشخصية الأب الرحيم المستعد دائما لمساعدتهم في كل ناحية من نواحي الحياة ، صغيرة كانت أو كبيرة. كانت هذه هي السمعة عن خدمته أن المهاجرين كثيرا ما يبحثون عن هذا الرجل الذي لا يعرفون أن اسمه إيليا عازر وصيدليته في بروكلين عندما يصلون إلى المطار ، ويعلمون أنه يمكن أن يسهل انتقالهم إلى حياة جديدة.

«كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي.» (مت ٢٥: ٣٥)

كلما تحول الوافدون الجدد إليه ، كان يمد رعايته إلى جميع جوانب حياتهم. ويتساءل باهتمام حقيقي:

هل لديك مكان للإقامة؟ ماذا تعمل؟ هل لديك سيارة؟ هل أنت متزوج، وهل لديك أطفال؟ إذا كان الأمر كذلك ، ما أعمارهم؟ وبعد ذلك ، إلى أي كنيسة تذهب؟ هل لديك أب اعتراف؟

Chapter II

ومتسلحا بالإجابات عن هذه الأسئلة ، يشرع إيليا بجد في العثور على سكن وعمل ومواصلات وتعليم لأطفالهم. إنه يتنقل في تعقيدات التقدم بطلب للحصول على المساعدة والتأمين الصحي ، مما يضمن ليس فقط رفاههم المادي ولكن أيضا رعاية نموهم وازدهارهم في كل من الحياة والإيمان. لقد أنجز هذا من خلال ربطهم بمجتمع الكنيسة الداعم ، وتسهيل التعارف على رجال الدين ، والمساعدة في إقامة علاقات ذات معنى داخل كنيستهم

«مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ.» (٢٥: ٣٦)

مساعدة إيليا لا تعرف حدودا. بالنسبة للبعض ، جاء دعمه في شكل حب ورعاية لا يتزعزعان ، وتواجد مريح في أوقات الحاجة. ومع ذلك ، بالنسبة للآخرين ، امتدت مساعدته إلى أصعب الظروف. من مرافقة الأفراد الذين يعانون من الإدمان في رحلتهم إلى الشفاء ، ولتقديم العزاء والدعم لأولئك الذين يكافحون ضد المرض

Chapter II

، وحتى مد يد الإرشاد لأولئك المتورطين في تعقيدات نظام العدالة ،بما في ذلك زيارات السجون ومراكز الشرطة. وكان إيليا، بغض النظر عن الظروف ، مصدرا ثابتا للأمل والتعاطف ، وتسليط الضوء على التأثير الهادف لأعمال اللطف الصغيرة والوحدة مع أولئك الذين يعانون من ضائقة. مثلما تذكرنا رسالة كورنثوس ١٢: ٢٦ «فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.

«لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. (مت ٢٥: ٣٥

لم يتجاهل أبدا محنة الأرامل والأيتام ، وكان يقدم دائما الرعاية لهم ، ماليا واجتماعيا و بطرق أخرى مختلفة ، اتباعا لتعاليم ربنا. و بالنسبة للشباب الذين كانوا بمفردهم ، حرص على العثور لهم على السكن والوظائف ، لكن خدمته لم تنته عند هذا الحد، فكان يزورهم بانتظام ، ويقدم لهم الطعام والإمدادات ولوازم أخرى ، ويحرص على ارتباطهم بالكنيسة والحضور المستمر للقداس

Chapter II

. وفي مناسبات عديدة وحتى خلال الأعياد ، يحضر لهم شخصيا الطعام من منزله ، ويجلس معهم للمشاركة في وجبة أغابي. وفي مناسبات عديدة ، يدعو البعض للانضمام إليه في منزله خلال الأعياد والتجمعات ، مؤكدًا الصداقة المتأصلة في الحب

وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضًا لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ. (عب ١٠: ٢٤)

امتد تفاني إيليا في خدمة الآخرين إلى ما هو أبعد من جهوده الخاصة؛ فحرص على أن يشرك من حوله في بركات الخدمة ، وبالتالي تحقيق كلمات الرب في لوقا ١٠: ١: «وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ.» سعى إلى غرس روح الخدمة هذه في جميع الذين ساعدهم ، وحثهم على إبداء اللطف والمساعدة للآخرين بأي صفة ممكنة ، وبالتالي خلق تأثيرًا مضاعفًا لمس حياة عدد لا يحصى من الناس.

Chapter II
أَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. (إش ٥٨: ١٠)

ومع ذلك ، لم تقتصر خدمة إيليا على أولئك الذين قابلهم، فامتدت إلى أبعد من ذلك بكثير إلى المئات والآلاف من الناس الذين لم يلتق بهم من قبل. كان لديه شغف شديد بإعالة المحتاجين أينما كانوا، وخاصة أولئك الذين في مصر، الوطن الذي لم ينسه أبدا. كان إيليا يرسل بانتظام المال والطعام و الملابس والأدوات المدرسية والعديد من اللوازم الأخرى للمحتاجين. وفي كل عيد ، كان يجتمع ويوزع علىالآلاف من العائلات ما يحتاجونه للاحتفال بالعيد. وتزايدت الأرقام عاما بعد عام ؛ إذ حفزته غيرة كبيرة لدفع الآخرين للمساعدة في إعالة إخوة الرب ، وغالبا ما يملون على الآخرين بمحبة أن يشاركوا في مباركة هذه الخدمة.

Chapter II

كان يقترب من أولئك الذين يعرف أن لديهم خوف الله ومحبته ويحدد لهم بشكل واضح المسؤوليات قائلاً: «هذا العام ستغطي احتياجات الجبن، هذا العام ستغطي احتياجات البطاطين، هذا العام ستغطي احتياجات حقائب الكتب... إلخ.» و لم يكن مهتمًّا أبدًا برأي الآخرين أنه لحوح، بل كان مهتما بشأن ما يمكن أن يفعله كل واحد بشكل أفضل في المشاركة في بركات الخدمة

عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. (مت ٢٥: ٣٦)

كان إيليا يسافر إلى مصر مرة واحدة في السنة، في عيد البابا كيرلس وموسم الصوم الكبير، لينال بركات القديسين والكنائس والأديرة. و خلال هذه الرحلة، لم يكن تركيزه على الشاطئ الذي سيزوره أو ما الطعام الذي يأكله، بل بالأحرى كيف يمكنه أن يفعل الخير. وكعادته كان يستفسر من كل شخص يصادفه عن حياة الناس واحتياجاتهم، مع التأكد من توفير واحد أو أكثر من هذه الاحتياجات

Chapter II

. وقد يشمل ذلك إصلاح سقف لأسرة فقدت منزلها، أو ترميم منزلها، أو توفير مختلف الاحتياجات الأساسية. ومثل الأب الحنون، لم يقم أبدًا بمجرد توزيع الأموال ، ولكن بدلاً من ذلك أتبعها بطلب صور للتقدم، وسعى دائمًا للحصول على تحسين ما تم تقديمه. وكان إيليا عند سفره إلى مصر، يحمل حقائب متعددة مليئة بالهدايا والملابس والمتعلقات الشخصية. ومن اللافت للنظر أنه لم يعد إلى منزله مطلقًا بهذه المتعلقات. بدلا من ذلك، يترك كل ملابسه للناس هناك، ويعود بالضروريات الأساسية فقط. وبدلاً من ذلك امتلأت حقائبه بالهدايا والإمدادات للكنائس والناس

تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. (مر ١٢: ٣١)

وفي إحدى المناسبات، شارك كاهن كانت خدمته لإخوة الرب إيليا في خبرته في بيت خلوة دير الأنبا بولا حيث وجد عزاءه في جمال خلق الله وهدوء الأمواج. يعكس ولهذا تساءل بصوت عالٍ:

Chapter II

"لماذا لي امتياز التمتع بخليقة الله بينما إخوة الرب لا يتمتعون بها؟" "هل لديك هذه الفرصة؟" تأثر إيليا بكلماته، وطلب منه على الفور حجز المنتجع لجميع العائلات الخمسين التي تحت رعايته. و غمرت الفرحة الكاهن، ووافق على حجز ليلة واحدة لهم. لكن إيليا أصر قائلاً: «لا، كيف يمكن ذلك، هل يستمتعون بها حقًّا في ليلة واحدة فقط؟ يرجى أن تحجز لهم لمدة ليلتين، والتأكد من زيارتهم لديري الأنبا بولا و الأنبا أنطونيوس وهم في طريقهم إلى المنتجع.» ومنذ تلك اللحظة فصاعدًا، أصبح هذا تقليدًا سنويًّا يحتفظ به لهم ولغيرهم، مما يوفر ليس فقط الإعاشة بل الفرحة

ويروي الكاهن أكثر من مناسبة عندما كان إيليا يتصل به قبل العيد ويطلب منه شراء احتياجات مختلفة لإخوة الرب. كان إيليا يقول له: «فلنقدم لهم الدجاج هذه السنة»، فيقترح عليه الكاهن: "لكنهم يفضلون اللحوم أكثر". فيجيب إيليا دون رادع

Chapter II

إذن دعنا ندرج كليهما، لكن لا تنسوا شراء الدقيق والبيض حتى يتمكنوا من خبز الكعك والاستمتاع بشيء حلو." هو سيصر أيضًا: "لا تنس إضافة جبن "لا فاش كي ري"، وهو الأمر الذي سيعرب فيه الكاهن عن قلقه بشأن التكلفة، مقترحًا خيارًا أكثر اقتصادًا قائلاً: "دكتور إيليا، "جبن "لا فاش كي ري" باهظ الثمن، ويمكننا الحصول على أي جبن، وسوف يستمتعون به بنفس القدر.» ويرفض إيليا قائلا: "أنا أحب جبن "لا فاش كي ري"، لذلك يجب أن يكون لديهم جبن "لا فاش كي ري"

لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. (أع ٦: ٢-٤)
Chapter II

عاش إيليا حياة حقيقية في خدمة الشمامسة، يخدم الموائد كما هو مذكور في سفر أعمال الرسل، وله "... سمعة طيبة، مملوءة من الروح القدس وحكمة." وفي ٢٧ يناير ٢٠٢٢، دون علمه، منحه نيافة الأنبا كاراس نعمة رتبة شماس لتتويج حياته الخدمية. وواصل خدمته التالية باتباع خطى القديس استفانوس

القسم الرابع: المنظور الأبدي: ثبات الإيمان
لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ. ( ٢ كو ٤: ١٦-١٨)
Chapter II

في سن ٥٦، شهد إيليا حدثين مهمين في حياته؛ فرحب بوصول أول حفيد له، لحظة مليئة بالفرح الهائل والترقب للجيل الجديد. ومع ذلك، بعد أشهر، خضع لعملية قلب مفتوح، مما جعله يواجه الموت. كان يفكر في هذه المرحلة الفاصلة. كان مليئًا بالفرح بقدوم الجيل الجديد، ولكن تذكر أيضًا ضعفه. ورغم التحديات، ظل ثابتا في إيمانه. وعندما سئل عن مواجهة الموت أجاب: «لست خائفا». وبعد تحمله فقدان العديد من أفراد عائلته، وجد العزاء في إيمانه الذي لا يتزعزع، مما أعطاه قوة خلال تلك الأوقات الصعبة
وفي سبتمبر عام ٢٠٢٣، بعد عودته من مصر، شرع إيليا في عملية مدروسة لترتيب مختلف جوانب حياته. وبعناية دقيقة، تأكد أن أحباءه، وأولئك الذين يعتمدون عليه، و استمرار خدمته سوف تزدهر من خلال جهود أولئك الذين عهد بها إليهم

Chapter II

في ٢٠ يناير ٢٠٢٤، في عيد الظهور الإلهي وعشية ١٢ طوبه ١٧٤٠، في ذكرى رئيس الملائكة ميخائيل المحبوب، غادر إيليا هذا العالم الزائل ليكون مع ربه في صحبة القديسين الذين أحبهم

كانت رحلة حياة إيليا شهادة على الإيمان الذي لا يتزعزع، والأمل الدائم، والحب الذي لا حدود له. لا يزال مثاله يتردد صداه، ويلهم الآخرين لاحتضان تحديات الحياة بشجاعة ونعمة. عسى أن تكون روح التعاطف والتفاني في الخدمة دليلاً لنا جميعًا

ستبقى في قلوبنا إلى الأبد
اذكرنا دائمًا أمام عرش الله
زوجتك المحبة وأولادك

next arrow
previous arrow
Shadow

مقاطع صوتية لجنازة